كتبه …. حمادة مقلد
منذ أكثر من سبعة عقود، وتحديدًا منذ عام 1954، تقف مدرسة المشتركة الابتدائية شامخة كمنارة تعليمية، حافظةً لمكانتها كأحد أبرز الصروح التربوية في المنطقة. واليوم، وبعد هذا التاريخ الطويل الحافل، ما زالت هذه المدرسة العريقة تثبت يوماً بعد يوم أنها الأجدر بالثقة، والأفضل في ميدان التعليم الابتدائي بلا منازع.
لقد سطّر المعلمون والمعلمات وإدارة المدرسة صفحات مضيئة من العطاء والإنجاز، مدفوعين بشغف حقيقي نحو بناء الإنسان وتشكيل وعي الأجيال الجديدة. لم تكن مهامهم يوماً تقليدية، بل كانوا – ولا يزالون – جنود العلم ومهندسي العقول، يعملون بصمت وجهد وإخلاص ليصنعوا الفارق الحقيقي في حياة طلابهم ومجتمعهم.
ما يميز “المشتركة الابتدائية” ليس فقط قِدمها أو شهرتها، بل قدرتها الفريدة على الاستمرار في الريادة، ومواكبة التغييرات التربوية الحديثة، دون أن تتخلى عن جذورها الأصيلة في قيم التعليم والانضباط والمبادئ التربوية الرفيعة.
وقد أثبتت المدرسة، في سنواتٍ مليئة بالتحديات، أنها تمتلك إدارة حكيمة وفريقًا تعليميًا متفانيًا جعلها نموذجًا يُحتذى به في مدارس التعليم الأساسي، وحصدت بذلك احترام وتقدير الأهالي والمؤسسات التعليمية على حد سواء.
إن الحديث عن مدرسة “المشتركة الابتدائية” ليس حديثًا عن مبنى، بل عن رسالة، ورجال ونساء حملوا أمانة التعليم وأدوها على أكمل وجه. فلكل معلم ومعلمة مرّوا بهذه المدرسة منذ تأسيسها، ولكل إداري ساهم في نجاحها، نرفع القبعة احترامًا وتقديرًا، ونقول لهم: أنتم فخر هذا الوطن، وأنتم صُنّاع مستقبله.
ستظل “المشتركة الابتدائية” علامة فارقة في تاريخ التعليم، ومدرسةً يُشار إليها بالبَنان، لأنها ببساطة… مدرسة استثنائية، لم تكن فقط الأفضل في الماضي، بل ما زالت الأفضل حتى اليوم.








